العادة السرية في تجربتي الشخصية وكيف انقرضت من حياتي أنا إبراهيم عرفات؟

كثيرًا ما تصلني الرسائل من الشباب:
 هل هناك حل لمشكلة العادة السرية؟ الكلام النظري لا قيمة له ولا يكلف صاحبه أي معاناة ولكن الواقع والتجربة هما أصدق.
ما أنوي كتابته هنا ما كنت لأكتبه إنْ لم تدفعني الحاجة ولما أراه من احتياج ماس بات بحاجة صادقة للمعالجة المباشرة والحديث المباشر بدون لف ودوران.
 ما دفعني للكتابة هو كثرة الأسئلة التي تصلني من حين لآخر وهو يمثل رأيي الشخصي وتجربتي الشخصية ولا يمثل جهة كنسية أو طائفية أو مذهبية معينة.
 رأيت الحيرة.. بل العذاب في وجوه الشباب. الشاب بعد ممارسة العادة السرية يشعر بالذنب ونحن شعوب عربية علمتنا أن كل شيء متصل بالجنس يدفع على كراهية الذات واحتقارها والحط من شأنها.
 ألم يقل الإسلام لنا أن الجسم البشري به عورة إنْ لم نقل عورات؟ وعندما يردد الشخص أن هذا عورة وذاك عورة، ماذا ننتظر؟
 سوف يكون هناك فكر معتور لكائن بشري معتور مشوه في الداخل والخارج ويكره ذاته وبالتالي يكره من حوله. من لا يحب نفسه ولا يقدر ذاته حق قدرها، كيف يقدر ما للآخرين من جسم، وذات، وحق، وكيان إنساني؟
أردت أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول للشباب: رجاء، لا تكرهوا ذواتكم. أنتم في وضع طبيعي تماما. أجسامكم جميلة من صنع فنان ماهر أبدع الصنع وكل ما صنعه بما فيه من هرمونات وإفرازات وحيوانات منوية وكل هذه هي أمور جميلة وطاقة جبارة لولاها لما قامت الحياة أو حتى استمرت.
 أردت أن أقول للشباب لا تسمحوا لشيء أن يشوه نظرتكم لذواتكم ولا لأجسامكم ولا ينبغي أن تتشوه نظرتكم لأبيكم السماوي فهو يحبكم محبة مطلقة كما أنتم، قبل العادة السرية، وأثناء العادة السرية، وبعد العادة السرية. محبة الله غير مشروطة بأفعالنا بل هذه المحبة ذاتها هي الدواء لأي دواء يصيب أجسامنا وعقولنا ونصطلح على تسميته بالخطيئة. تألمت.
أثناء دراستي للاهوت خرج صاحبي من غرفته. قمت بتحيته فرد التحية. كيف حالك؟ أجاب: أصارع. إنني في صراع. رأيت الإحباط. لم أكن بحاجة لتفسير. إنه محبط ويكره ذاته لأنه اضطر للتنفيس عن ذاته لسبب أو لآخر ومارس العادة السرية. إنه محبط لأن أفكار تباغته من حين لآخر عن الجسد الأنثوي المميز صنعه البديع والذي قصد الخالق له أن يكون فتانًا يفتك بالعقول والمخيلات. ماذا لو أنه التمس العذر لنفسه؟ ماذا لو أنه قبل ذاته كما هي ودون أن يقسو عليها وقام لفوره يبحث عن سبل للانتصار؟ ليمضي عيشه مرفوع الرأس؟
 أريد في هذه المقالة أن أقول للشاب: أنت تأتيك الخيالات والتصورات عن جسد المرأة الجميل الفتان وهذا طبيعي ولن نمنع الطيور من التحليق فوق رؤوسنا ولكن هل سنصنع لها عشًا حتى ما تقيم؟ حتى ما تفرخ أفكار ونستغرق في التفكير وقد يشلنا التفكير ونصبح عبيد لأفكارنا وشهواتنا؟ المهم هو الحرية ولا أن يقيدنا شيء وأن ننطلق ونواصل الحياة بنشاط وهمة ونعطي ونعطي ويكون الانتاج والإبداع شعارنا لا أن نجلد ذواتنا ونهلكها بأنفسنا في حين الله نفسه ارتضى أن يرفع عنا المعاناة وانصلب هو في شخص المسيح. 
الله يريد أن يرفع عنك الجلدات وأخذها عنك وأنت تجلد ذاتك؟ أنت أحسن من ربنا؟ نحن بحاجة لنظرة واقعية صادقة لأجسادنا تنأى بنفسها عن المثالية الزائفة وأخلاقيات الأبراج العاجية. نشفق على أنفسنا وأيضا ننظر لجسد المرأة باحترام وقدسية ومهابة إذ هذا الجسد الأنثوي له كيان مستقل منفصل بذاته وليس سلعة أو أداة للاستغلال أو المهانة بتفريغ ما يؤرق مضجع الرجل من شحنة حيوانات منوية. إنه كيان كما أن جسدي هو كيان، وهذا الكيان جدير بالنظر إليه بوقار من فوق، ننظر للمرأة في وجهها وبابتسامة وقبول صادق لأنوثتها وأننا معًا، امرأة ورجل، نصنع الواقع ونجعله فردوسنا. 
ما هو الجنس في ثقافتنا العربية الإسلامية والحافلة بشتى أنواع المحاذير والعورات؟ الجنس لقاء حميم بين رجل وامرأة ويسمونه بجميع اللغات الأوروبية "فن ممارسة الحب" وأما في الإسلام فعندما يمارس الرجل الجنس مع المرأة فإنما هو "يطأها" ومرجعيته هنا "فقه الوطء". الوطء هو الدوس.. يدوس.. لا تجد في أي بلد من بلاد العالم تعريفًا للجنس على أنه وطء سوى في الإسلام. وما هي انعكاسات ذلك على العربي المسلم؟ إنه ينظر لنفسه على أنه "راكب" والمرأة هنا "مركوبة". هي دابة يركبها، مركوبة، مفعول به. عند الهنود الذين يسخر منهم العربان للجنس فهم راقي وسامي ورفيع جدًا ويكفي مطالعة كتاب الكاما سوترا لنعرف من أشقائنا الهنود أن الجنس هو تعاشق التروس كالعاشق والمعشوق ولا يعني بأي حال من الأحوال أن المرأة "مركوبة" بل منذ قديم الأزل وقبل أن يظهر الإسلام والمرأة تظهر في جميع الوضعيات الجنسية ومنها الوضع الفوقي ودون أن يكون في ذلك أي مذلة. لكن الرجل العربي المسلم تعلم أنه يعلو المرأة، هو بعلها أي سيدها، ويمتطيها ومن ثم فهي "مركوبة" كالدواب.
 أنظر لحالي وأقارنه بحال الهنود وأبناء ثقافة الهند الشرقية فأجد أننا قد أصاب منا التخلف في ذي مقتل والإسلام قد جنى علينا وعلى نظرتنا للمرأة أشر جناية. وحسبما ننظر لبعضنا البعض في فراش الجنس فسوف ينعكس هذا إيجابًا أو سلبًا على علاقاتنا ببعضنا البعض في الحياة اليومية: إما هي متساوية معي أو "مركوبة". 
أنت شاب ولم تتزوج بعد وأحيانا وبسبب الحركة الهرمونية لهرمونات الترسترون بحاجة للتنفيس. إذا مارست العادة السرية بهدف التنفيس فأنت لا تقترف شر. . ولن يصيبك أي مرض.. لا إيدز ولا يحزنون. المهم أن لا تجعل من المرأة "شيء" وتصبح نظرتك لها كأداة للتنفيس عما بك.. إذا كانت نظرتك للمرأة استهلاكية وتجعل منها أداة للتنفيس فهنا القبح وهنا الضرر. لا داعي لكراهية الذات والنقمة عليها. المهم أن تنظر للمرأة على أنها كائن مثلك وترفض تماما النظرة "التشييئية" والتي تجعل منها "شيء" object أو أداة.
العادة السرية هي أكثر سؤال يشغل الشباب وطبعا لا يخفى علينا الأجوبة المعلبة في هذا الموضوع والتي كثيرًا ما تقوم على تأثيمه مما يزيد من فرط الشعور بالذنب مما يزيد من إدمان العادة السرية وتبعا عليه تحدث كراهية الذات والتي أشد فتكًا من العادة السرية نفسها.
ولأننا ثقافة "الخطيئة" ويكفي أن تقول لواحد "خطيئة" أو فلان سقط في الخطيئة وأول ما يتبادر للذهن هو الأفعال الجنسية.. وفاتهم أن الخطايا المشينة هي الحقد والمرارة والكبرياء لا العلاقات الإنسانية الحميمة القائمة بين الرجل والمرأة.
لم أكن لأسمع شخصيا بالعادة السرية لولا أني ذات مرة سألت جارنا وأنا تلميذ بالمرحلة الإعدادية عن كيفية التحقق من البلوغ وأنا لم أعرف هل أنا بلغت أم لا. سمعتهم يقولون فلان بالغ وهذه مرحلة البلوغ ولكن ماذا عني؟ هل أنا بالغ حقًا مثل زملائي؟ ولماذا لا أشعر بما يشعرون ويتحدثون عنه؟ استفسرت من جارنا والذي كان بالمرحلة الثانوية وقال إنه يقترح التجريب باستخدام قطعة من صابون أثناء الحمام وطبقت نصيحته وقدمت بتدليك عضوي الذكري بالصابونة وبعد دقيقتين شعرت بنشوة فائرة ثم قذف وخرج سائل لم أره من قبل. ودفعني الفضول لممارسة هذا مرة واثنين ومرات ومرات وأصبحت... عادة، وليته لم يخبرني حتى لا أدمن تلك العادة فما يجهله الذهن لا يخطر على البال وبالتالي لا يتكرر وروده على البال ومن ثم يتسنى للإنسان أن يعيش حرًا طليقًا لا عبدًا لعادات أدمن ممارستها وتصبح ملاذًا قاتلاً له من حين لآخر. وذات مرة شكوت لزميلي في السكن طالبا منه النصح فأجاب: ومن يمسك يدك؟ لك أن تختار أن لا تمسك عضوك بيد. ابعد يدك عن المداعبة لهذه المنطقة والشيء الذي لا يجب أن تفعله لا تفكر فيه. كاد الشعور بالذنب يشل تفكيري وكنت أحيا في عار، في خجل مقيت من ذاتي، ونظرت إلى ذاتي وكأني زاني يمارس الزنى ولكن دون فعله مع شخص.
 اتجهت إلى الله كمسلم وقتها بالدعاء وطفقت أردد هذا الدعاء كل مرة عقب ممارسة العادة السرية: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. وأحيانًا كثيرًا ما تساءلت: كيف لإفرازات طبيعية وحركة طبيعية تحدث للجسم ويمر بها الإنسان ولم توضع اعتباطًا ومع ذلك نسميها "خطيئة"؟ رغبة جنسية تفور وتقوى على الإنسان من داخله ونسمي ذلك "خطيئة"؟ ولكن كيف نخلص من كل هذا والذي يستبد بتفكيرنا ناهيك عن ما يسببه للنفس والروح؟
لعل أول خطوة هي الخلاص من عقد الذنب، وثانياً الفصل بين قيمة الإنسان وأفكاره وأفعاله، وثالثاً التأكد من قبول الله ومحبته لي كما أنا بالحالة المزرية. ‫وأهم ما في الأمر قبول فكرة أن التغيير يأتي تدريجياً ولا داعي للإستعجال‬.
العادة السرية مرحلة مررت أنا بها وأنا مسلم وكذلك وأنا مسيحي. بسبب الكبت في مجتمعاتنا وأنا مسلم ومهما حاولت من أصوام وتقشفات فالغريزة غالبة وبعد كل ممارسة كنت أدعو الله والشعور بالذنب يقتلني: "استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه".... من طريف الأمر أن هذا تقريبا أصبح دعاء التوبة من العادة السرية.
 ثم أتوب ثم أعود لممارستها من جديد. وبعد أن صرت مسيحي، لم تنقطع غرائزي إذ أني ما زالت إبراهيم، إنسان من لحم ودم وعنده هرمونات ويحدث له انتصاب كغالبية الذكور، وبما أني عندي هرمونات وحيوانات منوية فكنت بحاجة للتصريف حيث كانت هناك رغبة قاتلة بحاجة للتنفيس.. وما كان هناك من بد من التنفيس.. إما التنفيس أو الانفجار. نعم، في ذهني كنت أعلم أن الجنس اتحاد ومشاركة وكل الكلام الحلو الذي نعلمه للناس ناصحين لهم مرشدين.. بس هذا لا يعني اختفاء حدة الغريزة الجنسية وأن الوقت أزف ولابد فورًا من التنفيس. تصدر الأعضاء إشارة للمخ والمخ يشتغل.. أقمع مخي بالأفكار الروحانية والتراتيل والأيات الكتابية ثم تعود الرغبة الجنسية من جديد وكأنها وحش كاسر يفتك بي.. وما من مفر.. وما باليد حيلة.. ثم أمارس العادة السرية فأشعر في البداية بشعور مقيت بالذنب وندامة وحسرة وكل هذه الأمور التي تضعف معنويات أي شخص ثم أعود وأتوب وأرنم ترانيم وبجرعة من الروحانيات تهدأ نفسي إلى حين.. واستمر الحال على هذا النحو إلى أن تزوجت والحمد لله أن الزواج جاء!! يا نهار أسود!! الله يكون في عون العزابي!! لا ألوم أحد ومن هنا صرت أكثر إنسانية وأكثر شفقة بالناس وبأجسامهم التي تعمل في حركة هرمونية بيولوجية طبيعية، رجال ونساء، وتعلمت أن أكون واقعي وأن أخاطب الناس من واقعهم بدلاً من المواعظ النارية التي يجترها الوعاظ وينقلها الكتاب المتدينين في كتبهم ويكررون ذات الكلام دون تلامس مع واقع المعاناة.
ظلت العادة السرية مشكلة تطاردني من حين لآخر إلى أن تزوجت. ولكن أيهما أفضل: أن يقوم الشاب بالتنفيس عن نفسه وهو عازب أم يقحم نفسه على شابة بمثابة أخت وصديقة له لعله ينفّس عن رغبته الجنسية؟ في رأيي، التنفيس عن الضغط البيولوجي القائم أفضل من مجرد محاولة الجنس في غير محله. التنفيس أفضل من الالتهاب بالشهوة الجنسية ومطاردة الفتيات، والهدف هو هدوء النفس وبرودها ثم مواصلة العيش الطبيعي لا أن تصبح العادة السرية "عادة" يمارسها الرجل بشكل اعتيادي ومن هنا تتتحول إلى إدمان يسيطر عليه ويقتل حريته.
والآن كشخص متزوج يأخذ الجنس بالنسبة لي وضعه الطبيعي بممارسة الجنس مع شريكة الحياة ويصبح لا شيء أساسي بل عادي فإن تم فإذًا خيرًا، وإن لم يتم لانشغال الزوجة أو لأن الظروف غير مواتية لسبب أو لآخر فلن أسعى لأن أضرم ذهني بالأفكار الجنسية وإلا فهذا هو الغباء بعينه، وعفويا ودون أن أدري سوف يحدث تصريف للحيوانات المنوية في الأحلام. ولأني لا أشاهد مواد جنسية ولا أشغل بالي بممارسة الجنس ففي أحلامي لا أرى نساء بالمرة عندي حدوث هذا التصريف للسائل المنوي وخروجه. يخرج بشكل طبيعي ولا يرتبط بأي مشاهد جنسية إطلاقًا لأني حريص طوال النهار على حفظ ذهني نقيًا قدر المستطاع بالتفكير فيما أحبه من تعلم اللغات وقراءة الكتب التي أعشقها وكذلك الصلاة باستمرار ومناجاة الله إذ هو في قلبي دائما وأبحث عن الوسائل للحديث معه وإليه دائما.
ومن المضحك المبكي بل والمحزن أن تسمع الأقاويل الكاذبة التي تصدر عن أساتذة كليات الطب بالبلاد الإسلامية ومنها مصر حيث لا يتورعون عن أن يكذبوا فيقولون لك تارة إن العادة السرية تسبب وجع في القضيب وتارة أخرى يقولون لك إن العادة السرية تسبب دوالي الخصيتين والبعض الآخر يتبجح ويقول إن العادة السرية تسبب العقم وخرفات لا حصر لها تضج بها المراجع الطبية لدى طلبة الطب بمصر وبلاد إسلامية كثيرة وذلك لأنهم يريدون التحكم في أفعال البشر والسيطرة على عقولهم بالكذب ومما لا أساس له من الصحة العلمية ومما يستدعي أن يخجلوا من أنفسهم لو وقفوا في محفل أكاديمي طبي في أميركا أو أوروبا أو أي بلد حضاري يضع الحقيقة العلمية كما هي ودون الكذب عليها لكي ما ينتصر على قناعاته الدينية والتي كثيرًا ما سببت بارانويا الدين ومن ثم العصاب الفردي والجماعي.
للأديب يوسف إدريس قصة قصيرة بعنوان "الستارة" يروي فيها أن "بهيج" زوج غيور وقد استولى عليه الرعب المقيم تجاه كل من يفكر أن ينظر ولو نظرة إلى زوجته "سنسن" والتي كان يعلم أنها كانت أشرف نساء الأرض وينطبق عليه الوصف الإنكليزي over-protective أي أنه لا يحمي فحسب وإنما يخنق من يحبهم بحمايته حتى الموت اختناقًا. رأى بهيج بعيني رأسه شابًا يطل من نوافذ الشقة المقابلة، وعرف فيما بعد أنه شاب أعزب. أكثر بهيج من التفكير في أمر هذا الشاب مع أن هذا الشاب كانت لديه همومه وطموحاته التي تجعله مشغولاً معظم الوقت بما لا يسمح حتى بالتفكير في سنسن أو غيرها. بدأ الجار الأعزب يصبح مشكلة بالنسبة لبهيج وانصب كل تفكيره فيه وكيف يقاوم شبحه وغيرته ووساوسه تجاهه، ورأى أن الطريقة الوحيدة لحماية بيته هو أن يقيم فوق سور البلكونة ستارًا عاليًا لعله يحجب كل ما يدور داخل البيت عن الأنظار. وكان كلما عاد إلى البيت أو خرج منه ينظر إلى الستارة ليرى إن كانت مقفلة أم مفتوحة، وما هي إلا أيام حتى فرض رأيه عليها بالقوة صارخًا أن لا تفتح الستارة أبدًا لأي سبب كان وهذا أمره وبلا نقاش.
 لكن الستارة خلقت مشكلة إنْ لم نقل مشاكل بالنسبة للطرفين المعنيين: شيئًا فشيئًا بدأت سنسن تفطن إلى مزايا للستارة كانت خافية عليها وأهمها أنها أصبحت تستطيع النظر إلى الجيران وما يدور في شققهم ومطابخهم وحجرات جلوسهم ونومهم دون أن يكون باستطاعتهم أن يروها فالستارة تحجبها عنهم، وتتيح لها أن ترى ولا تُرى، وبهيج المشغول في عمله تمام الانشغال فجأة بدأ يلاحظ ستارة فوق بلكونة الجيران وأنها أقيمت حديثًا ومسدلة باستمرار، وربما منظرها هيج كوامن خياله، وجعله يمضي يحلم ويتصور نساء ألف ليلة وليلة اللائي لابد أقيمت ستارة كثيفة كهذه لتحميهن من العيون. وذات يوم وجد بهيج قماش الستارة يتحرك ولكنه حين وجد الجار الأعزب واقفًا في البلكونة فقد صوب نظراته المحمومة إلى الستارة المختلجة وأيقن بلا أدنى جدل أن الستارة لا تختلج عبثًا وإنما وراءها عينين تنظران، وجسد، وراءها سنسن. استشاط غضبًا وصفع زوجته وضربها وأهانها وحدث شرخ في علاقتهما ولم يكن سهل نسيانه بسهولة. 
نصب كل تفكيرنا على شيء ونستغرق ذواتنا فيه إلى حد الهوس وفي حين نظن أن هذا الشيء الذي نفكر فيه هو العلاج وإذ به يخلق مشكلة ومشاكل أخرى تتفرّع عنها. ننشغل بمقاومة الشهوة ويصبح هذا الانشغال ذاته هو كبوتنا وهيهات أن نقوم مرفوعي الرأس بل نسقط مرة تلو مرة في سلسلة هزائم متوالية. موقف أو مثل الستارة هذا ينطبق على من يحاول فرض العفة على الآخرين بإلزامهم بحجاب أو من يحاول أن يلزم نفسه بقيد هنا وقيد هناك في محاولة الانتصار على هواجس الشهوة الجنسية.
كلما ازدادت مقاومتك للعادة السرية كلما عادت إليك بحمية أشد وبشراسة هائلة تكاد تفترسك. تصور الأمر هكذا: أقول لك لا تفكر في الرجل الأخضر صاحب الرأسين ولسانين. ألح في الطلب عليك. من كثرة إلحاحي في التفكير لا يسعك إلا أن تفكر فيما يتم الإلحاح فيه. إذن لا تنشغل بالمقاومة ولا بالمنع ولكن انشغل بأمور أخرى تسد الطريق على الانهماك في الأفكار الجنسية. في الوقت ذاته لا تكن غبي وتذهب للانترنت باحثًا عن المواد الجنسية الإباحية وتضع النار بجوار البنزين. تذكر أن واقع الأفلام ( البورنو) الإباحية يلجأ للتهويل والتضخيم ويصور الجنس على أن الرجال مكاينات جبارة وقضبان ضخمة وكل شيء فيه تهويل. وفي واقع الأمر، وفي عالم الحقيقة، المرأة لا يهمها القضبان الكبيرة ولكن يهمها اللمسات الحانية والملاطفة والود والملاعبة والضمات الرقيقة. . . وأين أفلام البورنو من كل هذا؟ تذكر أن أفلام البورنو هي صناعة رأسمالها مليارات الدولارات والأغبياء أمثالك هم من يقررون نجاحها باستهلاكها بطريقة أو بآخر إذ هم يضمنون أنك زبون لهم وعبد من عبيدهم مدى الحياة. عش الواقع. انشغل بأمور جوهرية. تصالح مع نفسك. لا تكره نفسك. إذا مارست العادة السرية فهذه ليست نهاية العالم. قم وارجع من جديد للتأمل والصلاة والثقة الكاملة بمحبة الله أبيك وأنه لا تفصلك عنه لا خطيئة ولا مائة مليون خطيئة. هي مرحلة طبيعية وتمر بها وأنا مررت بها وسوف تمضي لحال سبيلها ولا مشكلة في ذلك بالمرة. انشغل لا بالقضاء عليها ولكن بما هو إيجابي، بالاتحاد بالله.
من الطبيعي أن المنع يزيد الفضول ويؤجج الرغبة والممنوع مرغوب، ومن هنا يجب أن لا ننظر إلى العادة السرية من قبيل "الممنوعات" ولكن ننشغل عنها بما هو أهم منها، ننشغل بما هو جوهري ولا نعطي لأنفسنا فرصة للفراغ. نحتاج كذلك إلى النظرة السليمة للمرأة فنرفض التهويل الذي تعرض به الأفلام الإباحية المرأة ورغباتها وندرك أن المرأة كائن بشري مثلنا تماما ولا يختلف عنا إلا في فروق طبيعي، وكما أنظر إلى نفسي فيجب أن أنظر كذلك إلى المرأة بنفس القياس.
من المهم كذلك تعويد أنفسنا على السيطرة على مخنا ونتيقن أننا السيد لا المسود وإلا سادت علينا الأهواء واستبدت بنا ومن المفيد أن نذكر أنه حتى بالزواج لن تنتهي المشكلة بل لن يكون الجنس متاحًا في كل وقت إذ هناك أوقات تمرض فيها الزوجة أو تصبح حامل ولا رغبة لديها في الكثير من أي شيء وأثناء الرضاعة ينصرف كل اهتمامها لرضيعها والجسم تلقائيا يقفل جميع النوافذ فيما عدا ما يتعلق برعاية وتغذية الرضيع الذي يحتاج إلى كل الاهتمام في هذا الوقت بالذات. وعندها يا أخي ماذا تفعل؟
هل تلهث كالكلب وراء أي قطعة لحم ولا يهم سواء كانت سليمة أو عفنة أم تتعلم أن تضبط نفسك وتسيطر على غرائزك؟ لا تقدر أن تقدر نفسك على زوجتك إن كانت هي لا تستطيع الجنس لسبب أو لآخر وإلا فهذا اسمه اغتصاب ويعاقب عليه القانون في البلاد المتحضرة والجنس ليس حقًا شرعيًا تعطيه لك حتى لو كانت على البعير كما علموك ولكنها شيء يجب أن يستعد لها جسمها ويتهيأ وأن تثار ويتم ترطيب المهبل إن أمكن وإلا كان هذا الجنس مؤلما بالنسبة لها وغير مريح بالمرة ومجرد تأدية واجب.
لنكن واقعيين تجاه أجسادنا فالإنسان منه كرجل عنده هرمونات التستسترون وزيادة نشاطها يثير الغرائز الجنسية بما يعرف بـ "الليبيدو". ومجتمع الشرق فجأة أفاق على عالم لم يكن في الحسبان حيث ظهرت الإنترنت وصار كل شيء مباح وظهرت الفضائيات الأوروبية وأفلام السكس المجانية ونحن شعوب لطالما عانت من الكبت الجنسي وكل شيء من حولنا يقول عيب، حرام، لا تنظر، لا تلمس، المرأة عورة، أعضاءك التناسلية عورة، أنت عورة، كل شيء من حولنا في الشرق يصرخ عورة هنا وعورة هناك فاعتور تفكيرنا وتشوّه في أجواء البطالة والفراغ النفسي الرهيب وارتفاع نسبة الغضب والاكتئاب والضيق بالحياة والزواج ليس سهلاً. النفوس من الداخل فارغة ويسقط الشاب مرة تلو مرة فيستبد به شعور قاتل بالذنب واحتقار الذات وكأن عيب الإنسان أنه لديه هرمونات وغرائز وأن ما يخرج منه من إفرازات تؤكد امتداد الحياة من جيل إلى جيل هو شيء قذر وما هو قذر إطلاقًا. من ثم تنطلق صرخات الشباب من حين لآخر باحثة عن حل وهل هناك فعلاً من حل لمشكلة العادة السرية. 
وبعد أن قلنا كل هذا، يبقى السؤال عالقًا. .
ما هو الحل؟ ما العمل؟ أقول إن العفة هي الحل. وما العفة؟ العفة دعوة إلى الشفافية وأنا أقف كرجل أمام المرأة، والعكس؛ وهي التي سوف تؤدي إلى الحفاظ على النظام والاتزان والانسجام. للعفة سحرها النابع من جمال المحبة، وهي لا تدعوني لاحتقار جسمي وإنما تتيح لي إمكانية توظيف ما عندي من طاقات، وبدلاً من أن أنزلق نحو التقوقع على ذاتي فالعفة تحرك هذه الطاقات بداخلي نحو خدمة الآخرين. سواء كنا عزابي أم بتوليين أم متزوجين، أرامل أم بالغين، فخلق العفة يجب أن ينغرس فينا جميعا على حد سواء . يُساء فهم العفة على أنها قمع الرغبة الجنسية والقمع قد يأتي بنتيجة عكسية وإنما المطلوب هو إعادة توجيه الرغبة الجنسية إلى مصدرها الأصلي وبهذا تكون لنا نظرة عميقة مختلفة مركبة الأبعاد نحو الحياة تنطلق من تركيز النظر على المسيح. يظن البعض أن العفة دعوة إلى الصرامة وهي ليست كذلك بل هي بالأحرى دعوة إلى أن أضبط قلبي وعيني ولساني وجميع حواسي. تؤتي العفة أكلها وتأتي ثمارها الجمة فأشعر بطمأنينة في حياتي وأنطلق في انسيابية في كامل الحرية وأكون في تناغم مع نفسي ومع الآخرين. أن أحكم ذاتي حكمًا حقيقيًا ذاتيًا.، هذه هي العفة، وتنطلق من إقراري الصادق، بالقول والفعل، أن المسيح هو السيد الحقيقي الوحيد على حياتي وجسمي بالكامل، ولأجل خضوعي خضوع المحبة لسيادته فسوف أعيش في حرية الروح، تلك الحرية الصادقة التي لا يفارقها الفرح أبدًا. هنا تجلجل كلمات القديس بولس ترن في أعماقي وبنيران تشعل قلبي: الجسد ليس غايته الزنى بل الرب، والرب غايته هذا الجسد (1 كورنثوس 6/ 13)
مفاهيم مختلطة 
هل هناك فرق بين الإحتلام الطبيعي والإستمناء الذاتي ؟؟ 
الاحتلام: هي ظاهرة تحدث لجميع البشر وتعني خروج المني من الذكر أو افرازات من الأنثى أثناء النوم، وتحدث غالبا في مرحلة المراهقة وبداية الشباب ولكنه قد يحدث في أي وقت من العمر بعد البلوغ. وقد يكون الاحتلام مصحوباً أو غير مصحوب بأحلام جنسية، وهو يحدث غالباً نتيجة للتعرض لمثيرات جنسية ما. العادة السرية : أو الاستمناء لدى الذكور والاسترجاز والإلطاف لدى الإناث. وهي عملية استثارة جنسية عند الثدييات تتم في العادة باستثارة الأعضاء الجنسية بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية ذاتيا  نظرة روحية للإحتلام والعادة السرية: قبل كل شئ لابد أن نتأكد ونثق تمام الثقة أن الله يحبني كما أنا ويعرف ضعفي ويقبلني وعلى الرغم من عدم قبول الله للخطية إلا انه ينتظر توبة الخاطي مهما طال زمن غربته.
طب هل الإحتلام خطية ؟
طبعا لأ .. أصل الإحتلام الطبيعي وانت نايم عبارة عن افرازات زيادة في جسمك .. ممكن تقول ذي العرق كده .. هل لو عرقت تبقى خاطي ؟ 
وكل ما تبذل مجهود ذهني وبدني كل ما الإفرازات ديه بتقل ..
المشكلة ممكن تكون ممكن تكون في احلام النجاسة اللي ممكن تكون مصاحبة للإحتلام نتيجة منظر أو فكر عابر اثناء اليوم.
طب أموت نفسي ؟ أو أشعر بالذنب ؟ 
برضك لأ .. لأن طبيعي جدا أن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد .. كمل يومك فرحان وكمل حياتك وجهادك الروحي لأننا مش هنقدر نتحكم في الوعي واللاوعي كمان .. بس لازم نجاهد نحو نقاوة القلب والذهن والفكر " تجددوا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " وفي الأول والأخر " الصديق يسقط سبع مرات و يقوم " .. المهم لما نسقط نقوم ..
طب هل العادة السرية أو الإستمناء الذاتي خطية ؟
أه طبعا .. وهقولك ليه ...
1- نوع من الأنانية : لأن الجنس يعني حب .. والحب يعني بذل .. الراجل يبذل ذاته من اجل امتاع زوجته فيستمتع بمتعتها .. والمرأة تبذل نفسها من أجل امتاع زوجها فتستمتع بمتعته .. أما من يمارس العادة فحتى عندما يتزوج يهمه فقط امتاع نفسه ولا يهمه متعتها .. يريد الوصول الى اللذه الجنسية كما تعود عليها من خلال العادة .. قد يغمض عينيه عن زوجته وهو معها ويتخيل ما قد كان يتخيله .. بل من الممكن أن يتركها ويذهب ليشبع ذاته بأنانية مطلقة.
2- العادة نجاسة واستحضار شهوة : لأن لايمكن اتمام العادة إلا باستحضار صورة ذهنية معينة تثيره وتثير غرائزه وده يعتبر تدنيس للفكر والجسد هيكل الله.
3- تبديد للطاقة والصحة والقدرة على الأنتاج
فلو كل شاب وجه طاقته لحاجة مفيدة لأصبح لدينا العديد من الكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين والموهوبين عموما .
4- تحويل الجنس من علاقة حميمية لعلاقة مرضية مشوشرة متوترة .. والمرأة من كيان انساني لشئ للمتعة والتفريغ والإستعمال.
5- شعور بالذنب واحساس بضعف العلاقة مع الله ( ولكن تذكر الله يحبك كل وقت ومهما كان حالك)
خطوات عملية للإنتصار على العادة ..
(1) اهرب لحياتك ولا تنظر للوراء : لا تذهب بنفسك الى ما يثيرك .. ولا تشاهد ما يعثرك .. ما ينفعش نفتح مواقع اباحية ونقعد نتفرج بالساعات وفي الآخر نقول وقعنا في الفخ .. لأ يا حبيبي انت جريت نفسك بنفسك للنجاسة .. ذي ما الكتاب بيقول وكان لوط يعذب نفسه البارة يوما فيوم .. ايه اللي يخليك تعيش ما بين سدوم وعمورة .. طالما ممكن تعيش في أورشليم 
(2) الجأ الى الله بنفسك فتستريح (موسى الأسود) : مش ممكن ننتصر من غير النعمة ومش ممكن ننال النعمة من غير طلب ومش ممكن ننتصر بالنعمة من غير جهاد .. المسيح وحده معطي الغلبة والنصرة.
(3) استخدام الملهيات : كل ما يجي عليك فكر ماتخدش وتدي معاه لأنه أكيد هينتصر عليك .. دور على أي حاجة تلهيك .. رياضة / هواية / موسيقة / تمشية.
(4) تجنب الحوارات الغبية : فكثير من الشباب في بداية مرحلة المراهقة يدفعون بعض للنجاسة من خلال قصص وهمية ونكات مبتذلة وصور رخيصة .. يضحكوا عليك ويقولولك لازم تطمن على قدراتك الجنسية ؟ انت راجل ولا لأ !!
وعايز أقولك أن مجرد انتصاب العضو الذكري فور الإستيقاظ أو اثناء اليوم .. اختبار بسيط ودليل معقول لإثبات قدراتك الجنسية .. بالإضافة لإحتلامك الطبيعي
من الأخر ابعد عن اصدقاء السوء اللي مش قادرين ينتصروا على خطيتهم فإستصعبوا على نفسهم انهم يكونوا خطاة لوحدهم وعاوزين يجروا رجليهم معاك " الذين اذ عرفوا حكم الله ان الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت لا يفعلونها فقط بل ايضا يسرون بالذين يعملون "
(5) عند الزواج .. اذا كنت مازلت واقعا تحت تأثير العادة فمن الأفضل أن تكشف ضعفك امام شريكة حياتك لتساعدك في الإنتصار على انانيتك وتساعدك في نبذ العادة وامتاعك بالعلاقة الحميمية .. واذا استمر بك الحال من الأفضل استشارة حد مختبر أو متخصص ليساعدك.
(6) ثق أن هناك شباب غيرك استطاعوا أن ينتصروا على العادة ومنتظرينك لتنضم اليهم
كلمات في أذنك ...
العادة مثلها كأي خطية .. نجاهد ضدها .. نسقط ونقوم .. ونسقط ونعاود القيام .. والله يقدر جهادنا ضد الخطية .. ويعطينا نعمة فوق نعمة للننتصر .. ومهما كانت الخطية في حياتنا كجليات .. هناك بداخلنا داود وجد لينتصر بإسم رب الجنود.
ربنا مش فارق معاه سقوطنا تحت تأثير العادة .. بس فارق معاه استسلامنا للضعف .. خنوعنا للأفكار النجسة .. اصرارنا للسير في طريق الخطية .. محاولاتنا إن نبرر خطيتنا بانه طبيعي وشئ عادي .. .. تبريرينا اننا مهزومين من اشياء لا تحقق المتعة والشبع الحقيقي بينما لقد خلقنا الله للننتصر .
الأب ساويرس المقاري أفاد بالمشورة الروحية الرائعة الآتية 
 الموضوع يحتاج بحث كبير لا مجرد تعليق عابر .. و للموضوع نواحي متعددة من الناحية الفسيولوجية و السيكلوجية و أيضا الروحية .. و الهرمونات المسؤلة عن هذه العملية لا تخص الجنس فقط بل هي مرتبطة ارتباط و ثيق بالنضج الذهني و الفكري للإنسان . ولا ينحصر الموضوع في مسألة اللذة الجسدية بل أعتقد أنه مرتبط بالوجدان الذي يطلب الآخر عن احتياج و شوق وحب و ما اللذة و مشاعر اللمس و الدفء و .... ما هي إلاّ التعبير الخارجي عن العمق الوجداني للشركة مع الآخر في عمق المحبة الإنسانية الرائعة . هذا هو الإنسان الذي خلقه الله على هذه الصورة الإنسانية الرائعة في شركة الحب مع الآخر ليكونا واحدا في شركة الحب .. إذا عرف الإنسان قيمة هذا الإحتياج الوجداني نحو الآخر و عوامله و آلياته التي خلقنا الله عليها في أبهى صورة ، لقدّس هذا الشيء الذي نسميه جنس و ما يحتويه من مشاعر و آليات , ففي نظري هو شيء مقدس جدا و لا يصح العبث به لأجل توافه اللذة الجسدية بعيدا عن مسارها الطبيعي ..
 لكن ماذا يفعل الشاب عندما ينضج فجأة بإفراز الغدد لهذه الهرمونات و التغييرات الفسيولوجية و النفسية التي تطرأ عليه فجأة و تسبب له ضغوطاً تحتاج للتنفيس ؟ و ماذا يفعل إزاء ميوله التي انحرفت عن مسارها الطبيعي ؟ .. الله لم يخلقنا جسدا فقط لنختزل كل حياتنا في هذا الحيز الضيق جداً .. بل هناك الروح باشتياقتها نحو خالقها ، و الإرادة و العقل و المشاعر و هذه لا يشبعها مجرد تحقيق الرغبات و الميول الجسدانية أو النفسانية بل الله غير المحدود الذي خلقنا على حياة الشركة معه في المقام الأول و ما شركتنا بعضنا البعض إلاّ هي مستمدة من واقع شركتنا معه أولا كعلاقة الرأس بكل أعضاء الجسد ، أي علاقته بنا كأعضاء بعضنا البعض .. أما إشباع رغباتنا البشرية بالطرق البشرية هي كمن يحفر لنفسه آبارا مشققة لا تضبط ماء . فما تتحدث عنه ليس هو مجرد طاقة جنسية بل هي طاقة حب جبارة إذا وجهناها نحو الخالق أنشأت علاقة مع الله في غاية السمو يقول عنها النبي " ياابني اذكر خالقك في أيام شبابك " ..
 وصدقني لقد تذوقت هذه اللذة الروحية مع الله التي تفيض بقوة أعظم و أفضل و أشمل على النفس و الجسد و تجعلك راضي جدا عن نفسك بعيدا عن كل مشاعر الكبت و الضغط النفسي ..ولهذا أعمال الرحمة و الإحساس بالآخر و العمل من الآخرين لسد أعوازهم ، مثل هذه الأعمال الإنسانية قادرة أن تستهلك هذه الطاقة و توجهها نحو الخير و محبة الجميع و الإحساس بالقيم و الجمال و كل ما هو انساني رائع ؛ لقد اختبرت هذا في خدمتي لمدارس الأحد التي لم تكن خدمة تقليدية أبداً .
أما كيف تغلبت عليها بنصرة ساحقة و بسهولة فكان من خلال الصوم .. كنت شابا في ثانوي و كنا في فترة الخماسين ، وجاء على خاطري فكرة الصوم ، وقررت أن آكل وجبة و احدة في اليوم دون الشبع ، ولكي لا يشعر بي أحد كنت آكل مما يقدم من أكل فطاري أي جبنة أو لحمة و لكن دون الشبع .وكان هذا من تدبير ربنا لي إذ كان يعلمني بذاته بدون معلم ..
 وبعد هذا التدريب وجدت في ذاتي قوة قاهرة لكل شهوة الجسد و فرح داخلي و لم تعد تتعبني الشهوة أو تستطيع أن تضغط علي بعد .. المهم عمل النعمة الذي يفوق قدرة ارادتنا البشرية و لا يوجد مستحيل ولا غير ممكن بحسب القائل " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " بدونه يكون الجهاد مجرد معاناة و تعب مع فشل ، فهو صاحب القوة والنصرة الأكيدة .. لذا فالعوامل السلبية من الإمتناع القهري و المقاومة السلبية لن تأتي إلاّ بالكبت و الفشل مع التعب المضني ..
 أما العلاقة السوية مع الحبيب عريس النفس الحقيقي و جابلها ، هذا هو العمل الإيجابي المفيد و المفيد جدا لأجل الشبع الحقيقي و الدائم لكل رغبات النفس و اشتياقاتها و احتياجاتها الضرورية و للنصرة القوية و الأكيدة .